الحجاب في الملاعب الفرنسيةجدل العلمانية وحرية الرياضيات المسلمات
2025-10-13 05:34:57
تتصاعد حدة الجدل في فرنسا حول مشروع قانون يهدف إلى منع ارتداء الحجاب خلال المنافسات الرياضية المحلية، مما يثير قلق الرياضيات المسلمات اللواتي يرين في هذا القرار انتهاكاً لحريتهن الشخصية وحاجزاً أمام مشاركتهن الرياضية.
سيلفي أيبيرينا، بطلة فرنسا في رفع الأثقال للهواة، تجسد هذه المعاناة. هذه الأم العزباء ذات الـ44 عاماً والتي اعتنقت الإسلام في سن الـ19، أصبحت مصدر فخر لأطفالها الأربعة بإنجازاتها الرياضية. لكنها اليوم تواجه خوفاً حقيقياً من أن تمنعها الدولة من ممارسة رياضتها بسبب حجابها.
وفي ضواحي باريس، تواصل أيبيرينا تدريباتها خمسة أيام أسبوعياً، ترفع بأقصى جهدها وزن 80 كيلوغراماً فوق رأسها المحجب، غير مبالية بالجدل الدائر حولها، لكنها قلقة من المستقبل. تقول: “أشعر وكأنهم يحاولون تقييد حرياتنا أكثر فأكثر في كل مرة. إنه أمر محبط لأن كل ما نريده هو ممارسة الرياضة”.
يأتي هذا المشروع في إطار النظام العلماني الفرنسي الذي يمنع ظهور الرموز الدينية في الأماكن العامة. وقد أقر مجلس الشيوخ الفرنسي المشروع في فبراير/شباط الماضي، وسيُطرح قريباً للتصويت في مجلس النواب.
يدعي المؤيدون أن القانون سيوحد اللوائح المربكة ويعزز العلمانية ويحارب التطرف، بينما يرى المعارضون أنه تمييز واضح ضد النساء المسلمات. وتشير تقارير وزارة الداخلية الفرنسية لعام 2022 إلى أن البيانات “لم تُظهر أي ظاهرة هيكلية أو حتى ظاهرة جوهرية للتطرف” في الرياضة.
ليست أيبيرينا وحدها المتضررة. سامية بولجدري (21 عاماً) اضطرت لترك كرة القدم بعد أن غُرم ناديها لأسابيع متتالية لسماحه لها باللعب محجبة. تقول: “لقد أنهوا سعادتي فجأة، بسبب وشاح، هذا الأمر جعلني حزينة جداً”.
حتى الرياضيون البارزون تدخلوا في الجدل. بطل الجودو الأولمبي تيدي رينر، أحد نجوم أولمبياد باريس 2024، قال إن فرنسا “تضيع وقتها” بمثل هذه النقاشات، معتبراً أن الأولوية يجب أن تكون للمساواة بدلاً من مهاجمة دين واحد.
ريم سارة علوان، الباحثة في جامعة تولوز كابيتول، ترى أن العلمانية الفرنسية “تحولت، في تفسيرها الحديث، إلى أداة للتحكم في المظاهر الدينية في المجال العام، وتستهدف بشكل خاص المسلمين”.
في الوقت نفسه، تحاول وزيرة الرياضة ماري بارساك التخفيف من حدة الجدل، محذرة من “خلط” ارتداء الحجاب بالتطرف في الرياضة. لكن وزير العدل جيرالد دارمانان يرى أن عدم “الدفاع” عن العلمانية سيعزز صالح اليمين المتطرف.
تبقى الرياضيات المسلمات في انتظار مصيرهن، بينما تستمر التدريبات في الصالات الرياضية، حيث ترفع أيبيرينا وأمثالها الأثقال بأمل أن ترفع عنهن الحيف والتمييز.