الجماهير القطرية ترسم لوحة إنسانية رائعة في خليفة الدولي خلال تتويج البحرينية سلوى ناصر
2025-10-13 05:14:50
في لقطة إنسانية نادرة، تجسدت أسمى معاني الروح الرياضية والأخوة الإنسانية عندما وقفت الجماهير القطرية في استاد خليفة الدولي احتراماً لعزف النشيد الوطني البحريني خلال تتويج العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر بالميدالية الذهبية لسباق 400 متر في بطولة العالم لألعاب القوى بالدوحة.
هذه اللحظة التاريخية لم تكن مجرد وقفة اعتيادية، بل كانت رسالة قوية مفادها أن الرياضة تجمع ما تفرقه السياسة، وأن الإنسانية تعلو فوق كل الخلافات. الجماهير القطرية، رغم الحصار الذي تتعرض له بلادهم من بعض الدول المجاورة بما فيها البحرين، اختارت أن تقدم نموذجاً راقياً للوعي والإدراك، مظهرةً أن الشعب القطري تربى على القيم الأصيلة والأخلاق الرفيعة.
تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع هذه اللقطة، معبرين عن إعجابهم الكبير بهذا الموقف الرياضي النبيل. وقد أجمعوا على أن هذا التصرف يعكس الوعي العميق لدى الشعب القطري بالثوابت الأخلاقية، ورفضه الانجرار لسياسة رد الإساءة بالإساءة.
المواطن القطري تميم طلال منصور، الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، علق على الحادثة بقوله: “الشعوب ليس لها علاقة بالسياسة، والرياضة دائماً تكون السبب في جمع الشعوب وليس في زيادة العداوة”. وأضاف للجزيرة نت: “شعب قطر محترم وتربى على ألا يرد الإساءة، خاصة أننا أخوة نجتمع على دين واحد ونعيش في منطقة واحدة”.
تميم، رغم صغر سنه، أظهر ثقافة ووعياً نادراً، مقدماً نموذجاً للشاب الخليجي الواعي الذي يرفض أن يُجرَّ المجتمع إلى صراعات سياسية عقيمة. وهو يرى أن ما يحدث منذ عامين يضر الصورة المثالية للمسلمين عامة وللمواطن الخليجي والعربي خاصة.
يذكر أن العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر للسيدات بعدما قطعت المسافة في زمن قدره 48.14 ثانية، متفوقة على العداءة شوني ميلر ويبو من جزر الباهاما -صاحبة ذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016- والتي سجلت زمناً قدره 48.37 ثانية، بينما احتلت العداءة الجامايكية شيريكا جاكسون المركز الثالث بزمن قدره 49.47 ثانية.
هذه اللحظة التاريخية في استاد خليفة الدولي ستظل محفورة في ذاكرة الرياضة الخليجية والعربية، كشاهد على أن الإرادة الشعبية قادرة على تجاوز كل الخلافات السياسية، وأن الرياضة الحقيقية هي التي تبنى الجسور لا التي تقيم الجدران.