الأرجنتين بين كأس العالم والتضخمهل تستطيع كرة القدم أن تنسي الأزمات الاقتصادية؟
2025-10-09 05:46:53
في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الأرجنتيني من أزمات حادة، يجد الشعب في منتخب كرة القدم بقيادة ليونيل ميسي مصدرًا للأمل والفرح. فبينما تتجه نسبة التضخم لتصل إلى 100% بنهاية عام 2022، يستعد المنتخب للنهائي السادس في تاريخه ضد فرنسا يوم الأحد المقبل.
تشير الأرقام إلى أن التضخم في ارتفاع مستمر، حيث سجل شهر نوفمبر وحده ارتفاعًا بنسبة 6%، ليصل إجمالي التضخم خلال الاثني عشر شهرًا الماضية إلى 88%. هذه الأرقام القاتمة لا تبدو أنها تثني الأرجنتينيين عن متابعة شغفهم بكرة القدم، حيث يتجمع الملايين حول الشاشات لمشاهدة مباريات منتخبهم.
وقد أثارت تصريحات وزيرة العمل الأرجنتينية كيلي أولموس جدلاً واسعًا عندما قارنت بين أهمية التضخم وكأس العالم، معتبرة أن الشعب “يستحق بعض الفرح”. هذه التصريحات تذكر بالأجواء المشابهة عام 1978 عندما فازت الأرجنتين بالكأس الأول تحت حكم دكتاتوري عسكري.
يعبر المواطنون عن وعيهم التام بأن كرة القدم لن تحل المشكلات الاقتصادية، لكنهم يحتاجون إلى هذه اللحظات من الفرح. كما تقول لوكريسيا بريديغر، عاملة مستشفى: “كثيرون بحاجة إلى هذه الفرحة، وهم يحتفلون إلى أقصى حد، لكنهم يدركون أنها كرة القدم ليس إلا”.
ويؤكد الخبراء أن التأثير النفسي الإيجابي لفوز محتمل بالكأس سيكون مؤقتًا. فبرأي الكاتب أرييل شير “كرة القدم تمنح الفرحة للأفراد والجماعة، لكنها فرحة مرحلية ولا تزيل المشكلات الأخرى”. بينما يرى خبير العلوم السياسية راوول أراغون أن المزاج المجتمعي سيعود سريعًا إلى ما كان عليه بغض النظر عن نتيجة المباراة.
يبقى الأرجنتينيون على موعد مع التاريخ يوم الأحد، حيث يسعى منتخبهم لإضافة النجمة الثالثة على القميص، في وقت يحتاج فيه الشعب إلى أي بصيص أمل وسط الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.